مسرح الثقافة الجماهيرية أمن قومي - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسرح الثقافة الجماهيرية أمن قومي - نايل 360, اليوم الاثنين 6 مايو 2024 07:48 مساءً

ولمن لا يعرف فإن هيئة قصور الثقافة لديها عشرات الفرق المسرحية التي تنتشر في كل أقاليم ومحافظات ومدن وقري ونجوع مصر. وتقدم عروضها لأهالينا هناك بالمجان. كخدمة ثقافية تتناسب والدور الذي أنشئت من أجله هيئة قصور الثقافة. باعتبارها هيئة غير هادفة للربح.

علي سبيل المثال لا الحصر. فقد قدمت الهيئة هذا العام. ضمن مشروع نوادي المسرح. 160 عرضا مسرحيا. شارك في تقديمها خمسة آلاف شاب وفتاة. تكلفة هذه العروض حوالي 800 ألف جنيه فقط. ميزانية العرض الواحد خمسة آلاف جنيه. ولا يحصل صناع هذه العروض علي أي مكافآت من أي نوع.

لك أن تتصور هذا العدد من العروض. وهذا العدد من الفنانين والفنيين. وهذا المبلغ الزهيد المخصص لإنتاج هذا الكم وتشغيل هذا الكم. ماذا لو أوقفنا هذا النشاط. أو وضعنا العراقيل أمامه. أو لم نوفر له الأجواء المناسبة لوصوله إلي الناس؟
النتيجة ستكون كارثية بالتأكيد. لأن هذا المسرح. فضلا عن الدور الفني والثقافي والاجتماعي الذي يلعبه. فهو يلعب أيضا دورا سياسيا باستيعابه كل هذه الطاقات التي يمكن لجهات أخري أن تتلقفها حال وضع العراقيل أمامها وصرفها عن ممارسة هذا النشاط المهم والحيوي والضروري.
وفضلا عن عروض نوادي المسرح. فإن هناك مئات العروض الأخري التي تقدمها فرق القصور والبيوت والقوميات والتجارب النوعية. وكلها عروض تتوجه إلي جمهور الأقاليم الذي لا يجد منفذا له سوي بيت أو قصر الثقافة. وفي حال عدم وجود هذا المنفذ وهذا النشاط فإن هذا الجمهور سيكون هدفا لجهات أخري يسوءها أن يكون هذا البلد آمنا مطمئنا. ويكون ناسه علي درجة من الوعي والاستنارة.
وإذا كان البعض يري أن ظروف البلد لا تسمح بمثل هذا النشاط المجاني. فعليه أن يدرك أن عائد هذا النشاط لا يقدر بثمن علي كافة المستويات. وبالتالي فإن استمراره ودعمه يعد من الواجبات الوطنية المهمة والضرورية.
المشاكل التي يتعرض لها هذا المسرح تنذر بكوارث. وعلي المسئولين عن الثقافة في هذا البلد إدراك ذلك. حتي لا نبكي بعد ذلك علي اللبن المسكوب.
وقد شهدت الأيام الماضية حراكا مسرحيا في أقاليم مصر. وتقدم المسرحيون ببيانات لوزيرة الثقافة لبحث مشاكل هذا المسرح والسعي لإيجاد حلول عاجلة لها.
والذي حدث أن الوزيرة د. نيفين الكيلاني اهتمت بالأمر. وعقدت اجتماعا مع رئيس هيئة قصور الثقافة عمرو البسيوني. ورئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية الفنان تامر عبد المنعم. لكن الاجتماع لم يتطرق لمشاكل المسرح كلها. واكتفي فقط بالتطرق إلي مشروع سينما الشعب والتنسيق بينه وبين العروض المسرحية.
هذا الأمر أغضب المسرحيين الذين أصدروا عدة بيانات واعتراضات ضد اختزال مشاكل المسرح في العلاقة بينه وبين مشروع سينما الشعب. وللأمانة فقد انتبهت الوزيرة إلي ذلك. وكلفت رئيس الهيئة بعقد اجتماع غدا مع عدد من ممثلي المسرحيين في الأقاليم لعرض مشاكلهم واقتراحاتهم. وهو أمر جيد نرجو أن يخرج بنتائج لصالح استمرار وتطوير هذا المسرح.
لا أحد بالتأكيد ضد النشاط السينمائي الجاد. شريطة ألا يطغي. وهو يطغي بالفعل. علي النشاط المسرحي ويعطله ويضربه في مقتل.
وفضلا عن النشاط السينمائي. المرحب به في حدود عدم القضاء علي النشاط المسرحي. فعلي المسئولين إدراك أن هناك عشرات المشاكل الأخري. التي يعاني منها مسرح الثقافة الجماهيرية. وسوف يتم طرح هذا المشاكل خلال الاجتماع. وتقديم مقترحات حلها.
وإذا كانت الدولة تعاني ظروفا اقتصادية صعبة نعلمها جميعا. وإذا كان هناك سعي مشروع ومقبول للتقشف والتعامل الاستثماري في عدد من المؤسسات والوزارات. فإن الثقافة الجماهيرية تحديدا حالة خاصة يجب النظر إلي أنشطتها المجانية باعتبارها استثمارا في البشر. وإسهاما في حماية الأمن القومي للبلاد.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق