الأرجنتين تخسر "مهندس المونديال الأول" و"مُناصر الشعب" - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأرجنتين تخسر "مهندس المونديال الأول" و"مُناصر الشعب" - نايل 360, اليوم الاثنين 6 مايو 2024 05:21 مساءً

خسرت الأرجنتين أحد أبرز رموزها الكروية برحيل سيسار لويس مينوتي، مهندس التتويج المونديال الأول، الأحد عن 85 عاماً نتيجة إصابته بمرض السرطان في معدته وفق ما أفادت وسائل الإعلام المحلية لكن من دون أي تأكيد للسبب من الاتحاد الأرجنتيني للعبة.
كان مينوتي رجل اللعب الجميل في زمن ظلمة الديكتاتورية العسكرية، وحفر اسمه في تاريخ "لا ألبيسيليستي" بعدما قاد المنتخب الى لقبه المونديالي الأول عام 1978 على حساب هولندا، قبل أن تضيف لاحقاً لقبين آخرين عامي 1986 و2022 بفضل الأسطورتين الراحل دييغو مارادونا وليونيل ميسي توالياً.
عندما حصلت الأرجنتين عام 1966 على حق استضافة مونديال 1978، لم يكن ابناؤها يتخيّلون ان منتخب التانغو سيحصد أول ألقابه العالمية تحت نير نظام "خونتا" دكتاتوري اخفى الآلاف منهم.
قبل سنتين على انطلاق البطولة، شهدت البلاد مجيء مجلس عسكري بقيادة الجنرال خورخي فيديلا، بعد انقلاب قضى على حكم الرئيسة إيسابيل بيرون، وسط أعمال عنف ذهب ضحيتها 10 آلاف قتيل، 15 ألف مفقود و8 آلاف سجين بحسب منظمة العفو الدولية.
اعتُقل أسرى "الحرب القذرة" في معسكر "إسما" السيئ السمعة، على مقربة من ملعب مونومنتال، مضيف المباراة النهائية بين الأرجنتين وهولندا (3-1).
هدّدت بعض الدول، خصوصاً الأوروبية، بالمقاطعة، لكن الاتحاد الدولي (فيفا) برئاسة البرازيلي جواو هافيلانج أصرّ على استضافة الأرجنتين، بعد مفاوضات صعبة وشاقة مع النظام العسكري الذي تعهد بأن لا تعكّر أي حادثة امنية صفو النهائيات.

"نلعب لأجل الشعب"

ورغم خطورة تحدي النظام، تمتع مينوتي، المدخن الشره الذي أقلع عن التدخين عام 2011، بالجرأة ليقول قبل النهائي على مسألة الدعاية (بروباغندا) عبر منتخب "ألبيسيليستي": "نحن الشعب، ننتمي للطبقة الكادحة، نحن الضحايا، نمثل الشيء القانوني الوحيد في هذا البلد كرة القدم".
وأضاف "لن نلعب لمدرجات مليئة بالضباط، العسكريين، بل نلعب لأجل الشعب، لن ندافع عن الديكتاتورية، بل عن الحرية".
هذه الحرية ليست فقط في المواقف الوطنية والسياسية بل ترجمها مينوتي أيضاً في أرضية الملعب حيث اعتمد على اللعب الجميل السلس الذي قاد به المنتخب في مونديال بلاده حتى أوصله الى النهائي الذي حسمته الأرجنتين 3-1 بعد التمديد حيث سجل ماريو كيمبس، أفضل لاعب في النهائيات، هدفين في مرمى منتخب برتقالي افتقد نجمه "الطائر" يوهان كرويف الذي رفض اللعب في المونديال الأرجنتيني.
تولى المدخن الشره مينوتي تدريب 11 نادياً خلال مسيرة امتدت طيلة 37 عاماً، بعضها أكثر من مرة، ومنتخبين وطنيين هما الأرجنتين والمكسيك (1991-1992).
لكن تبقى قيادته الأرجنتين الى لقب مونديال 1978 على أرضها في وقت كانت البلاد تحت حكم المجلس العسكري القمعي، أبرز انجازاته على الإطلاق.
وُلِد مينوتي في روزاريو التي تعتبر من أبرز معاقل كرة القدم الأرجنتينية، ودافع طيلة مسيرته التدريبية عن اللعب الهجومي والإبداعي، مركزاً على تحركات اللاعبين في أرض الملعب والبحث عن المساحات.
اعتمد مينوتي الذي أطلق عليه لقب "إل فلاكو" أي النحيل، على فلسفة "يمكننا أن نخسر مباراة، لكن لا يمكننا أن نفقد كرامة لعب كرة قدم جميلة".
بعدما دافع كلاعب وسط عن ألوان أندية كبرى مثل روزاريو سنترال وراسينغ وبوكا جونيورز، أنهى مينوتي مسيرته الكروية في البرازيل حيث زامل في سانتوس عام 1968 الأسطورة الراحل بيليه "أعظم لاعب في كل العصور" بحسب قوله.

هوراكان يفتح باب المنتخب

وبانتقاله الى التدريب، ارتقى هوراكان من نادٍ صغير في بوينس أيرس الى بطل الدوري الأرجنتيني عام 1973، ما فتح الباب أمامه لتولي تدريب المنتخب الوطني بهدف قيادته الى اللقب العالمي على أرضه.
نجح الرهان وفاز المنتخب الأرجنتيني باللقب تحت قيادة مينوتي ومجموعة من النجوم الكبار مثل دانيال باساريلا وكيمبس والحارس أوبالدو فيلول.
لكن هذا الانجاز لم يجنب مينوتي، المقرب من اليسار الذي استهدفه القمع، الانتقادات لاعتبار البعض أنه تغاضى عن جرائم النظام العسكري ولم يستغل موقعه كي يندد بما يقوم به الأخير.
وكان السجين السياسي السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام أدولفو بيريس إسكيفيل من بين منتقديه، قائلاً "كنا ننتظر أن يقول مينوتي شيئاً، أن يقوم بلفتة تضامن، لكنه لم يقل شيئاً. كان الأمر مؤلماً ومثيراً للاشمئزاز. هو أيضاً دخل في اللعبة السياسية بصمته".
الفائز عام 1979 بكأس العالم تحت 20 سنة والذي قدم دييغو مارادونا الى العالم في حينها، رحل عن المنتخب الأرجنتيني في 1982 بعد الإقصاء في الدور الثاني لمونديال إسبانيا.
حل بعدها في برشلونة الإسباني بصحبة مارادونا حيث اكتفى بإحراز مسابقات الكأس وكأس الرابطة والكأس السوبر ضمن مشوار قاده الى تدريب 11 نادياً بينها بوكا جونيورز وريفر بلايت وأتلتيكو مدريد الإسباني لكن من دون نجاحات تذكر.
ورغم الإخفاقات التي عاشها، دافع مينوتي دائماً عن فلسفته الكروية المضادة لتلك التي تبناها سلفه في تدريب الأرجنتين كارلوس بيلاردو الذي قاد البلاد الى لقبها المونديالي الثاني عام 1986.
اعتبر بيلاردو أن الانتصار هو الأساس حتى على حساب اللعب الجميل، فأجابه مينوتي "الأمر يشبه القول إن أهم شيء في الحياة هو التنفس".

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق