اميركا فضّلت مصر وقطر على نتنياهو وليس على اسرائيل - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اميركا فضّلت مصر وقطر على نتنياهو وليس على اسرائيل - نايل 360, اليوم الجمعة 10 مايو 2024 05:32 صباحاً

يخطئ من يظن ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه اسرائيل قد تغيّرت او ان واشنطن تبتعد ولو قليلاً عن تل ابيب، وحتى ما قاله الرئيس الاميركي جو بايدن من انه اذا دخلت اسرائيل الى رفح فلن يمدّها بالاسلحة، لا يعني بأي حال من الاحوال ان اميركا واسرائيل اصبحتا على مفترق طريق. ولكن ما يصحّ على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يصحّ على اسرائيل بشكل عام، ايّ ان المشكلة محصورة بشخص ولا تتعلق بالسياسة العامة، وبالتالي، اخطأ نتنياهو في حساباته واعتقد انه سيكون اهمّ بالنسبة الى الادارة الاميركية من مصر وقطر، وبات عليه مراجعة حساباته. ما حصل فعلياً على خط رفح هو ان مصر احسّت بسخونة الموقف ورفعت صوت الاستغاثة لاميركا بأنها لن يكون باستطاعتها ان تبقى حليفتها القوية وممراً لعلاقاتها مع الدول العربية (غير الخليجية) وبعض المنظمات الفلسطينية، اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه ونفّذ نتنياهو تهديداته باجتياح رفح. اما على صعيد قطر، فإن المشكلة لا تزال اسهل نسبياً، لان اغلاق مكاتب قناة "الجزيرة" ومداهمتها من قبل الاسرائيليين، ليس بالامر الجلل، ولا يزال يمكن استيعابه، الا ان القلق الاميركي يتمثّل في قدرة نتنياهو على اعتبار هذه الخطوة بمثابة "بروفة" للقيام بخطوات اكبر بكثير من شأنها ان تهدد العلاقة بين واشنطن والدوحة وعدد من الدول الخليجية، والمساهمة في اغلاق احد الابواب الجدّية للحديث مع ايران في المستقبل القريب. ولا بد من الاشارة الى ان مسؤولين اسرائيليين كانوا يترددون الى قطر في الاشهر القليلة الماضية لعقد لقاءات من شأنها تقريب وجهات النظر في المفاوضات مع "حماس"، فهل كانت قطر حينها على الحياد واصبحت فجأة عدوة؟.

ويعيب البعض على بايدن انه اتخذ مثل هذه الخطوة، ولكن لا يمكن القول انه لو كان الجمهوريون في الحكم لكانوا اتخذوا خطوات اخرى، لانه عندما تكون المسألة محصورة في الاختيار بين شخص والمصالح مع دول عدّة، لا يمكن لشخص واحد ان يفوز. وعليه، فلو كان الجمهوريون امام الخيار نفسه، لساروا بالصيغة ذاتها التي قالها بايدن، فهو شدد على ان امن اسرائيل ليس على الطاولة، ولا يمكن التراجع عنه، اي بمعنى آخر، انه لو كان الاميركيون امام خيار بين اسرائيل ومصر وقطر، لاختاروا الاولى من دون اي تردد. اضافة الى ذلك، يساعد نتنياهو في تسهيل الخيار الاميركي بالابتعاد عنه، بسبب سياسته الطائشة وغير المسؤولة من جهة، ولكن الاهم انه لا يحظى بدعم كامل الاسرائيليين، وهذا يدلّ على مدى سهولة اعتباره عنصراً يمكن التخلّي عنه، وهو ما تحبّذه الادارة الاميركية الحالية في ظلّ وجود خيارات لشخصيّات معارضة قادرة على قلب المشهد السياسي والتوافق بشكل اكبر مع السياسة الغربيّة المتّبعة في المنطقة، والتي تهدف الى حماية مصالح اميركا والغرب مع الحفاظ على مصالح اسرائيل بطبيعة الحال.

من المؤكد ان تأخير تزويد اسرائيل ببعض الاسلحة من قبل واشنطن، لا يشكّل خطراً جدّياً على الاسرائيليين، ولكنه رسالة بالغة الوضوح بأن سياسة احتواء تصرفات نتنياهو وصلت الى حدّها، ولم يعد بالمقدور تحمّل تبعات ما يقوم به، لانّ التداعيات ستكون سيّئة على المصالح الاميركيّة بشكل عام في المنطقة. هل سيحسن رئيس الوزراءالاسرائيلي قراءة هذه الرسالة، ام ان في جعبته المزيد من المفاجآت التي يعتبر انها ستكون طوق نجاته من مستنقع الوحول السياسية الداخلية والخارجية التي يغرق فيها حالياً؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق