نتنياهو يسير في حقل الغام رفح - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يسير في حقل الغام رفح - نايل 360, اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 05:18 صباحاً

قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعب ورقته الاخيرة المتمثلة باستهداف رفح، في ظل التهديدات والتحذيرات الغربية وفي مقدمها من الولايات المتحدة الاميركية حول خطورة اجتياح هذه المنطقة، وكل ما قد يسفر عنه من تداعيات كارثية على المستويات الانسانية والدبلوماسية والسياسية وحتى العسكرية. ويبدو انّه وجد نفسه محرجاً بما دار في المفاوضات حول وقف اطلاق النار، حتى ان مصادره اتهمت الاميركيين بمفاجأة الاسرائيليين بالورقة المصرية-القطرية، وهو ما اعتبرته واشنطن بعيداً عن الحقيقة واكدت ان التواصل كان قائماً طوال الوقت مع الموفدين الاسرائيليين.

لذلك، كان على نتنياهو التحرك والقيام بشيء ما من اجل استعادة المبادرة، واظهار انه لا يزال يمتلك زمام الامور، فقرر السيطرة على معبر رفح، وهو هدف غير صعب عسكرياً ولا يمثّل نقطة استراتيجية بالنسبة الى "حماس" او الفلسطينيين من حيث المقاومة العسكرية، على الرغم من اهميته من الناحية الجغرافية كونه خط الامدادات الانساني لغزة. ولكن، ليس سراً ان الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو بسبب نيته اجتياح رفح تعتبر بمثابة حقل ألغام عليه ان يجتازه بدقة والا... وربما هذا كان السبب وراء قيامه بالسيطرة على المعبر، اي بمعنى آخر، قد يخطو رئيس الوزراء الاسرائيلي خطوته العسكرية ولكن من دون "اجتياح" او توغل برّي كبير كما حصل في غزة، بل قد يكتفي بالقيام بعمليات عسكرية محدودة لا تطيح بكل الجهود الدبلوماسية والسياسية التي بذلت في الاشهر الماضية، ولا تظهره وكأنه ضعيف ويأتمر بما يفرضه عليه الغرب، كما ان عليه ايضاً واجب الاصغاء الى اهالي الاسرى الاسرائيليين الذين رأوا بصيص امل في استعادة ابنائهم واقاربهم بعد اشهر في مراكز الاسر الفلسطينية.

ولكن الغرب يتخوف من النفس القصير لنتنياهو في ما خص المواضيع العسكرية، وهو الذي يملك نزعة لا يمكن التحكم بها نحو العنف واثبات الذات من خلال قتل اكبر عدد ممكن من الناس اكانوا فلسطينيين ام من دول اقليمية ودولية يقومون بأعمال انسانية، وقد اثبت ذلك من دون اي شك، خلال الحرب الحالية على غزة، ضارباً عرض الحائط كل المناشدات والتحذيرات والقرارات الصادرة عن المحكمة الدولية. امام هذا الواقع، لا شك ان الغرب وبالتحديد الولايات المتحدة الاميركية ستراقب عن كثب تحركاته العسكرية في رفح، وعلى الرغم من عدم توقع اي "عقوبات" عسكرية للاسرائيليين، فإن اي غلطة يرتكبها رئيس الوزراء الحالي لن تكون من دون رد، لان صورة الرئيس الاميركي جو بايدن وباقي قادة الدول الغربية باتت على المحك، والمردود السلبي العالمي على اي مشكلة كبيرة ستواجهها رفح، سيتحمّلها هؤلاء بالتحديد، وخصوصاً امام حلفائهم في المنطقة، وستكون مصالحهم مهددة اكثر من اي وقت مضى، فيما سيكون نتنياهو امام مقصلة حياته السياسية، وعندها من المرجح ان تشكّل غلطة رفح، اذا ما حصلت، المسمار الاخير في نعش حياته العامة، فإما ان تنهار الحكومة، وإما ان يقوم اهالي الاسرى بانقلاب ابيض يطيح بكل المعادلة الحالية، بغطاء دولي بطبيعة الحال.

لذلك، تشكل الايام القليلة المقبلة اختباراً حقيقياً لقدرة نتنياهو على السير في حقل الالغام، وهو يضع مصير المنطقة كلها على كفّ عفريت، فهل سيخاطر ويهدّ المنطقة على رأسه ورأس الجميع، ام ان الغربيين سيلجمونه قبل قيامه بخطوته الانتحارية الاخيرة، ويجنّبون انفسهم والمنطقة وربما العالم، مصيراً غامضاً عملوا على تفاديه اكثر من ثمانية اشهر؟ حتى الآن لا يزال الوضع مضبوطاً بدليل ما صدر عن الاميركيين من ان السيطرة على معبر رفح لا يمكن اعتباره عملاً برّياً كبيراً، فما الذي سيحصل بعدها؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق