زيارة الرئيس الصيني إلى أوروبا تسلط الضوء على الانقسامات في القارة العجوز        - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة الرئيس الصيني إلى أوروبا تسلط الضوء على الانقسامات في القارة العجوز        - نايل 360, اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 03:21 صباحاً

يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ أوروبا للمرة الثانية، فقد كانت زيارته الأولى قبل خمس سنوات، لكن هذه المرة ستكون جولته الودية بمثابة صراع شاق في الوقت الذي تغيرت فيه كثير من الأمور وظهرت فيه مستجدات على الساحة السياسية العالمية.

وعندما وصل شي جينبينغ إلى إيطاليا في زيارته الأولى عام 2019، لقي ترحيباً كبيراً، مع جولات خاصة للمعالم الرومانية وعشاء غنّت فيه مغني الأوبرا أندريا بوتشيلي، وتوج بقرار إيطاليا الانضمام إلى «الحزام والطريق» المميز لجينبينغ. وبعد خمس سنوات، يعود الزعيم الصيني إلى أوروبا في مناخ مختلف تماماً. وصل شي إلى فرنسا، الأحد، وعلى الرغم من أن الأبهة والاحتفالات قد تظل قائمة خلال جولته الأوروبية التي تستغرق ستة أيام، فإن وجهات النظر حول الصين في جميع أنحاء القارة تغيرت بشكل كبير منذ زيارته الأخيرة.

وفي الأسابيع الماضية وحدها، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقات تجارية في توربينات الرياح في الصين وشراء المعدات الطبية، وداهم مكاتب شركة تصنيع المعدات الأمنية الصينية «نيوكتيك» كجزء من التحقيق في الإعانات، كما اعتقلت ألمانيا والمملكة المتحدة في الأيام الأخيرة - أو اتهمت - ما لا يقل عن ستة أشخاص بتهمة التجسس والجرائم ذات الصلة المرتبطة بالصين.

قلق في الاتحاد الأوروبي

وفي مارس خرجت إيطاليا رسمياً من مبادرة «الحزام والطريق»، ما تسبب في ضربة قوية للصين رائدة هذه المبادرة. ووراء هذه التطورات تكمن الشكاوى الاقتصادية المتصاعدة التي تجعل الاتحاد الأوروبي يستعد لمواجهة تجارية كبرى محتملة مع الصين، فضلاً عن الشكوك المتزايدة حول طموحات بكين العالمية ونفوذها، وقلق الاتحاد الأوروبي بشأن علاقات الصين العميقة مع روسيا، في ظل حربها على أوكرانيا.

ويقول الزميل الكبير في صندوق مارشال الألماني، نوح باركين: «يُنظر إلى الصين في عواصم أوروبية عدة بشكل متزايد على أنها تمثّل تهديداً متعدد الأوجه»، وهناك انقسامات داخل أوروبا حول مدى السرعة والمسافة التي يجب قطعها في معالجة المخاوف بشأن الصين، سواء في المجال الاقتصادي أو الأمني.

والآن تشكّل رحلة شي - التي توقف خلالها في فرنسا وصربيا والمجر - فرصة لجذب منتقديه، لكنها تثبت أيضاً أنه حتى مع تشدد وجهات النظر في بعض أجزاء أوروبا، فإن البعض الآخر مازال يرحب بالصين بأذرع مفتوحة. وتحرص بكين على إضعاف مساعي أوروبا لمعالجة التشوهات التجارية المزعومة، والتي قد تأتي في وقت سيئ لاقتصادها المتدهور، كما تريد أيضاً ضمان عدم اقتراب أوروبا من الولايات المتحدة، خصوصاً وسط حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة.

وسيكون من الصعب تحقيق اختراقات كبيرة مع أشد منتقدي الصين، ما لم يكن شي على استعداد لتقديم تنازلات مفاجئة. ويقول المحللون، إن هذه الرحلة يمكن أن تعمل بدلاً من ذلك على تسليط الضوء على الانقسامات، ليس فقط بين أوروبا والصين، بل داخل أوروبا، ويمكن أن تصب في مصلحة الصين.

احتكاكات تجارية

وقادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من قبل حملة شعواء على الصين، من أجل «إنقاذ» سلاسل التوريد الخاصة بالاتحاد إلى الصين، وتقود في الوقت الراهن تحقيقاً بدعم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن تدفق السيارات الكهربائية الصينية إلى أوروبا. وفي اجتماعاته، من المرجح أن شي يوجّه رسالة بأن «التهديدات الاقتصادية» للصين أمر محفوف بالمخاطر بالنسبة لأوروبا، وفي الوقت ذاته سيخفف المخاوف الأوروبية بشأن الطاقة الفائضة المزعومة في الصين والإعانات، ويسلط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه المركبات الكهربائية الصينية في الجهود الأوروبية والعالمية للحد من الطاقة الكهربائية، ومخاطر استخدام الوقود الأحفوري. لكن مثل هذا الحديث، دون أي دليل ملموس أو التزامات متبادلة بالوصول إلى الأسواق، من غير المرجح أن يحرك الأمور بالنسبة لفون دير لاين التي تريد إيجاد طرق لمعالجة التشوهات التجارية المتصورة، قبل الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي في يونيو، كما يقول المراقبون.

وتأتي زيارة شي في الوقت الذي تتزايد فيه أصوات الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن المخاوف من أن صادرات الصين من السلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا، تعمل على تشغيل آلتها الحربية. وتدافع بكين عن تلك التجارة باعتبارها جزءاً منتظماً من علاقاتها الثنائية.

ومن المرجح أن يحذّر ماكرون وفون دير لاين، شي، من أن علاقتهما «قد تتدهور أكثر» إذا استمرت الصين في تقديم تلك السلع، وفقاً للأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة سنغافورة الوطنية، تشونغ جا إيان. ومع ذلك، يقول: «هناك قليل من الأدلة على أن هذه الرسائل تؤدي إلى تغييرات ملحوظة في سلوك بكين»، مضيفاً أنه «في وقت ما قريباً» قد تقرر أوروبا التحرك بقوة أكبر في فرض عقوبات على الشركات الصينية التي تبيع مثل هذه البضائع.

ترحيب حار

ويقول المراقبون، إن زيارات شي لصربيا والمجر من المرجح أن تكون أقل إثارة للجدل، وهو الأمر الذي من المحتمل أن تأخذه الحكومة الصينية في الاعتبار عند التخطيط للزيارة. ويقول باركين: «في بلغراد وبودابست، لن يضطر شي إلى الاستماع إلى الانتقادات التي يسمعها في العواصم الأوروبية الأخرى.. إن قادتهم يرحبون بالاستثمارات الصينية، وليست لديهم مشكلة في تعميق الصين علاقاتها مع روسيا».

وتتزامن زيارة شي إلى بلغراد مع الذكرى السنوية الـ25 لقصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) السفارة الصينية في بلغراد، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وأدى الهجوم الذي كان جزءاً من حملة قصف أوسع نطاقاً شنّها حلف شمال الأطلسي في البلقان خلال ربيع عام 1999، إلى عداء بكين العميق للحلف، حتى عندما قالت الولايات المتحدة، إنه كان مجرد حادث.

وشهدت صربيا - وهي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي ووصفتها بكين في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنها صديق «قوي» - علاقات تجارية واستثمارية متنامية مع الصين، في عهد الرئيس ألكسندر فوتشيتش.

وفي يناير، أعلنت دولة البلقان عن صفقة يمكن أن تشهد استثمارات صينية تزيد على ملياري دولار في محطات طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، ومنشأة لإنتاج الهيدروجين، حسبما ذكرت «رويترز» في ذلك الوقت. وفي المجر سيتطلع شي إلى تعميق علاقته مع رئيس الوزراء الاستبدادي - على نحو متزايد - فيكتور أوربان، وهو حليف مفيد للصين في الاتحاد الأوروبي، حيث انتقد جهود الاتحاد الأوروبي الرامية إلى مساءلة الصين بشأن قضايا حقوق الإنسان.

وبرزت الدولة الواقعة في وسط أوروبا أيضاً مركز إنتاج متزايد الأهمية في أوروبا لمورّدي السيارات الصينيين، بما في ذلك صانعو السيارات الكهربائية، وهو الوضع الذي يقول المحللون إنه قد يساعد الشركات الصينية على المناورة حول التعرفات الحالية والمحتملة للاتحاد الأوروبي. وهذا يعني أنه من المرجح أن يخرج شي من رحلته الأوروبية بنبرة مختلفة تماماً عن تلك التي بدأ بها. ويقول تشونغ: «سيكون هناك، على الأقل، قدر كبير من القبول لشي».

• في الأسابيع الماضية وحدها، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقات تجارية في توربينات الرياح في الصين وشراء المعدات الطبية، وداهم مكاتب شركة تصنيع المعدات الأمنية الصينية «نيوكتيك» كجزء من التحقيق في الإعانات.

• تأتي زيارة شي في الوقت الذي تتزايد فيه أصوات الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن المخاوف من أن صادرات الصين من السلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا تعمل على تشغيل آلتها الحربية. وتدافع بكين عن تلك التجارة، باعتبارها جزءاً منتظماً من علاقاتها الثنائية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق