أشار المدير التنفيذي لـ"معهد الدراسات المستقبلية" محمد شهاب الإدريسي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمر، لافتا إلى أن معركة رفح من الناحية العملية بدأت، ومن الواضح أن الأميركي سيتفهم الموضوع ولو على مضض، مذكراً بأنه سيكون هناك خطاباً للرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس في ذكرى الهولوكست، من المرجح أن يذهب فيه إلى المزايدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الإعراب عن حبه لإسرائيل.

وفي حين لفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستمر في معركة رفح حتى النهاية، والأمر مرتبط أيضاً بالحسابات الإسرائيلية الداخلية المتعلقة بكارثة 7 تشرين الأول الماضي وإنهاء ذيولها، بالإضافة إلى المعركة الشخصية لكل المسؤوليين الإسرائيليين الذين سيكونون موضع محاسبة بعد إنتهاء الحرب، رأى أن الهدف من العمليات العسكرية الحالية ليس تحسين شروط التفاوض، لا سيما أن الإسرائيلي في الأصل لم يكن جاداً في المفاوضات، مذكراً بأن نتانياهو امتنع أكثر من مرة عن إرسال الوفد، وعندما كان يرسله لم يكن يمنحه الصلاحيات اللازمة، لافتاً إلى أنه بدأ بعملية القضم في رفح، وبالنسبة لتل أبيب تجربة الإخلاء، التي حصلت يوم أمس، كانت ناجحة، حيث خرج 100 ألف شخص من شرق المدينة خلال 3 ساعات.

أما بالنسبة إلى المقترح الذي أعلنت حركة "حماس" موافقتها عليه، أوضح أن إسرائيل لا ترد أن رد الحركة إيجابي، مشيراً إلى أن تل أبيب قدمت مقترحاً منذ أكثر من 10 أيام لم توافق عليه الحركة، بل أدخلت تعديلات عليه ووافقت على مقترح جديد لم يكن الإسرائيلي موافقاً عليه.

واعتبر أن الرفض الإسرائيلي ليس مستغرباً، نظراً إلى أن النص الذي وافقت عليه "حماس" يتضمن ما يمكن تسميته بـ"المخترعات اللفظية" التي تقارب وقف إطلاق النار ببعض التخريجات، إلى جانب الحديث عن إعادة إعمار قطاع غزة، لافتاً إلى أنه بالنسبة إلى تل أبيب هذا نقض لكل ما حققته في الحرب ويكرس وجود "حماس" في اليوم التالي، ولذلك حتى وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يعتبر الأقرب إلى الموافقة على صفقة مع الحركة، خرج ليعلن أنه لا يوافق على المقترح المطروح.