تفاعل الجمهور اللبناني والجمهور العربي مع شخصية "ملاك"، في مسلسل "ع أمل"، الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، أحبوها وتعاطفوا معها، حزنوا لحزنها، وتمنوا لها السعادة، وكل هذا لم يكن ليحصل، لو لم تجسد الممثلة اللبنانية جوي حلاق الدور بأفضل أسلوب، إستطاعت من خلاله أن تحتل قلوب المشاهدين.
وكان لموقع الفن هذا اللقاء الخاص مع جوي حلاق، والذي تحدثت فيه عن شخصية "ملاك"، ورأيها فيها.

طرح مسلسل "ع أمل" قضايا حساسة ومهمة للغاية، أخبرينا أكثر عن هذا العمل وعن "ملاك"؟

كل مسلسل له تجربته الخاصة، الجميل في مسلسل "ع أمل"، أنه عالج مشكلة خطيرة ومؤسفة، متأصلة في عادات وتقاليد قديمة، لشريحة واسعة من شعوب المجتمعات العربية، أما عن شخصية "ملاك"، فهي تمثل الفتاة المقهورة والمظلومة، التي يحمّلونها وزر تصرفات والدتها، وهي بعيدة كل البعد عن شخصيتي الحرة، فلذلك كان هذا الدور صعباً، وأدخلني في تحدٍ مع ذاتي.

أي حدث في المسلسل أثر بشكل أساسي على تغيير شخصية "ملاك" وتكوينها؟

أعتقد أن تكوين شخصية "ملاك" في أساسها، جاء من الإضطهاد المتعمّد الذي كانت تتعرض له من قبل عائلتها، وحديثهم عن والدتها، أما الحدث الأساسي الذي شكل نقطة التحول في شخصيتها، فكانت عندما عرفت أن نجمتها المفضلة هي والدتها، وأنها ما تزال حية ترزق.

​​​​​​​

تفاعل الجمهور بشكل كبير مع المسلسل، من خلال تعليقات المتابعين الذين أكدوا تأثرهم في الأحداث، ما هو المشهد الذي أثر فيكِ وأبكاكِ؟​​​​​​​

تأثرت بجميع المواقف المحزنة، وبشكل خاص في الحلقة 25، عندما عرفنا بوفاة كل من رهف، التي جسدت دورها الممثلة اللبنانية سيرينا الشامي، والجدة رجاء، التي جسدت دورها الممثلة اللبنانية نوال كامل.

هل ترين "ملاك" شخصية جبانة، أم أنها كانت مقتنعة بشكل كامل بأن والدتها كانت خاطئة، فقد رأينا أنه بالرغم من وجود "رهف" و"ريا" في الظروف نفسها، إلا أنهما تمكنتا من التفكير بطريقة مختلفة؟

​​​​​​​لدى الكاتبة ندين جابر إطلاع عميق بالعقل الباطني، فعند ترسخ العادة في الإنسان، تصبح صفة موجودة فيه، وعلى الرغم من ذلك، فإن "ملاك" كانت ثورجية، وإنتفضت على هذا الحقد، الذي زرعته العائلة بداخلها تجاه والدتها، ونلاحظ ذلك بالمحبة والعواطف التي كانت توزعها على الجميع، وبالتالي فأنا أراها شجاعة في صراعها مع داخلها.

فاجأتِ أنتِ والفنانة ماريلين نعمان، بمقطع فيديو نشرتماه عبر حساباتكم الخاصة، الممثلة ماغي بو غصن بمناسبة عيد الأم، أخبرينا أكثر عن علاقتكِ بـ ماغي؟ وما الذي تعلمتِه منها في العمل؟

ماغي بو غصن فنانة كبيرة، ومدرسة تتحلى بصفات الممثل المثالية، وتعيش دورها بصدق، هذا ما جعلنا نشعر بحنانها وأمومتها، وكأن الأمر حقيقة، وقد عبرنا لها بمشاعرنا، من خلال مبادرة جميلة في عيد الأم.

​
أي شخصية في المسلسل تعتبرينها الأقرب إلى شخصيتكِ الحقيقية؟ ولو لم تجسدي دور "ملاك"، ما هي الشخصية التي كنتِ ستبرعين في أدائها؟

أعتقد أن شخصية "يونس"، التي جسدها الممثل اللبناني إيلي متري، هي الأقرب إلى شخصيتي، من حيث فكره وحكمته وأسلوبه في إيصال أفكاره، أما عن الدور البديل لـ"ملاك"، فأنا أرى أن كل الممثلين برعوا في أداء أدوارهم.

بنظرة إلى حسابكِ الخاص على موقع التواصل الإجتماعي، نرى أن إطلالاتكِ ومنشوراتكِ جريئة، هل ترين نفسكِ شخصية ثائرة؟

أنا شخصية ثائرة وخارجة عن المألوف، وأستعين بصفحاتي على مواقع التواصل الإجتماعي، كأدوات لتعكس شخصيتي، وتعبر عني.

​​​​​​​بما أنكِ شخصية مختلفة تماماً عن "ملاك"، ما هو الجانب الجميل الذي ترينه في "ملاك"، وما هو الجانب القابل للإنتقاد؟

أكثر ما أحببته بشخصية "ملاك"، هو إحترامها للآخرين، ولطفها وتعاملها دائماً بأسلوب راقٍ، ولكني أنتقد رضاها، ولو كنت مكانها، لكنت تمردت على الواقع، ولن أسكت أمام الحق.

بعيداً عن التمثيل، نرى أن اللمسة الفنية تسيطر على صفحاتكِ الخاصة، هل تتمتعين بموهبة أخرى إلى جانب التمثيل؟

درست السينما والإخراج في جامعة اللويزة، فأنا أرى نفسي كاميرا تراقب الحياة، وتتفاعل معها لإظهارها كقصص وأفلام على الشاشة، وأحاول دائماً أن أدخل الموسيقى مع المشاهد التي صورتها، لأن الموسيقى بالنسبة لي، هي ذبذبة تؤثر في الجميع، وتستمتع بها أذني، حتى أنني أغني في بعض الأحيان.

ماذا عن أعمالكِ المقبلة؟

أنا في فترة إستراحة بعد مسلسل "ع أمل"، لأني بصراحة تأثرت نفسياً بدرجة الحزن والتفاعل العميق مع شخصية "ملاك"، والشخصيات الأخرى، وأنا بإنتظار عمل آخر يناسب طموحاتي.