عاجل

الحياة عطاء والعطاء حياة - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحياة عطاء والعطاء حياة - نايل 360, اليوم الاثنين 20 مايو 2024 04:27 مساءً

المصدر:

التاريخ: 20 مايو 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يتصور أي شخص مبدع أن عقله قد يتعرض في يوم من الأيام للهرم والشيخوخة والزهايمر، فذلك العقل الذي تعود على العطاء والإنتاج طيلة أعوام مضت يتوقع منه الاستمرار إلى ما لا نهاية، وهذا الأمر لا يقتصر على الأدباء والشعراء إنما أي شخص منتج يشغل يومه بالعمل والعطاء، فمجرد تخيل تلك الفكرة قد يصيب الواحد منا بالرعب والخوف والقلق، وقد يستثير مشاعره وعواطفه، ويجعله غير متصور لحجم المعاناة التي سوف يلاقيها إذا حصل له هذا الأمر، فقد يستيقظ ذات صباح ليجد بأنه لم يستطع أن يعطي المزيد ويواصل رحلة الإنتاج والعطاء، ربما قد نفدت أفكاره، أو أصابها نوع من الجمود ، أو ربما أصابه الإنهاك والاكتئاب النفسي لسبب أو لآخر،  مما يؤثر  على ذاكرته، فيتوقف قلمه عن المداد، ويصيبه بنوع من الإحباط.

 إن القراءة لفترات طويلة دون محاولة الكتابة قد تشكل نوعاً من الخوف من الكتابة، خاصة إذا ما قارن أعماله بأعمال أخرى يراها في نفسه بأنها مبدعة، وخارقة، فيسبب هذا الأمر في داخله انعكاساً سيئاً يجعله غير قادر على الكتابة، وقد تستمر هذه الحالة لفترة قصيرة وقد تستمر سنوات، وهي تصيب الكثير من الكتاب والأدباء ولا تقتصر على سن معينة، ولا يمكن أن نصنف هذا النوع من الحالات بأنها مرضية، ولكن قد يشعر الكاتب بأنه يحتاج إلى الكثير من التشجيع والمواصلة على الكتابة، وتحدي تلك الأفكار السلبية التي قد تهاجمه من حين لآخر، فكل تلك الأمور تصنع حوله هالة كبيرة، تجعلها تبث الكثير من الطاقة السلبية فيه، وتقنعه بأنه قد فشل تماماً، ولم يعد يستطيع تقديم أي أمر جديد.

(ماركيز) من على فراش المرض وهو يقاوم سرطان الغدد الليمفاوية، أرسل رسالة إلى أصدقائه ومحبيه، توقع أن تكون الأخيرة، قرأها الملايين حول العالم، الذين اعتبروها بمثابة رسالة وداع من «ماركيز»، إلا أنه كان قد كتبها كما لو أنه في عنفوان الشباب والقوة والعطاء، وجاء فيها ما يلي: «لو شاء الله أن يهبني شيئاً من حياة أخرى، سوف أستغلها بكل قواي.. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور، وسوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكل نيام، وسأبرهن للناس كم يخطئون لو اعتقدوا أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، فهم لا يدرون أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق».

لقد أثبت الكاتب ماركيز بأن الشخص لا بد أن يكون معطاء حتى نهاية حياته ولا يتوقف عند مرحلة معينة، كلماته دعوة للصبر والمواصلة والعطاء والكفاح من أجل تحقيق الأهداف والطموحات.

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق