ضربةٌ نوعيةٌ باهدافٍ ثلاثة، فقأت عيناً صهيونيةً جديدةً تستبيحُ السماءَ والسيادةَ اللبنانية. بالاسلحةِ المناسبةِ استهدفت المقاومةُ الاسلاميةُ منطاداً استعانَ به الصهاينةُ للاستعاضةِ عن اجهزتِهم التجسسيةِ التي دمَّرَتها صواريخُ المقاومينَ في غيرِ موقعٍ صهيوني، فدَمّرت من جديدٍ قاعدةَ اطلاقِ المنطادِ ما ادى الى افلاتِه، واصابت أليةَ التحكمِ به ودمّرتها، واستهدفت طاقمَ ادارتِه فاوقعت افرادَه بينَ قتيلٍ وجريح.

والمنطادُ المستهدفُ صناعةٌ صهيونيةٌ من نوع “سكاي ستار 330 ، مُهمتُهُ تأمينُ امنِ الحدودِ والسواحل، وحمايةُ القواعدِ العسكريةِ والاستراتيجية، وهو مجهزٌ بمناظيرَ للرصدِ الليلي والنهاري، ويعملُ في جميعِ الظروفِ الجويةِ والرياحِ القوية.. الا انَ القوةَ الميدانيةَ للمقاومينَ والدقةَ في المعلوماتِ الاستعلامية، والرميَ باِتقانٍ ادّت الى تدميرِ المنطاد، وافقادِ الصهاينةِ مصدراً تجسسياً خطيراً ..

والحالُ في سماءِ لبنانَ لم يكن غيرَه على رمالِ غزة، من رفح الى جباليا وما بينَهما. فثامنُ اشهُرِ الحربِ اعادَ الصهاينةَ الى اولِ ايامِها، تلاحقُهم قذائفُ المقاومينَ وفُوّهاتُ قناصاتِهم بينَ الشوارعِ والاحياء، تصطادُ جنودَهم امامَ عدساتِ الاعلامِ الحربي، وتُفجّرُ آلياتِهم بلهيبٍ يُحرقُها ومعها خياراتُ حكومتِهم المتخبطة ..

ورغمَ التكتمِ والرقابةِ العسكريةِ المشددة، الا انَ حجمَ الخسائرِ أكبرُ من ان يُخفِيَهُ هؤلاء، ما اضطُرَّهُم الى الاعترافِ عن اصاباتٍ بالعشراتِ من جنوبِ رفح الى جباليا في اقصى الشمال..

وأقصى طموحِ حكومتِهم كَسبُ الوقتِ عبرَ الهروبِ الى الامام، معَ اعترافِ كبارِ جنرالتِهم وجموعِ خبرائِهم بأنَ معركتَهم لا طائلَ منها، وانَ ما يشهدُه القطاعُ اليومَ يؤكدُ الفشلَ الذريعَ لاشهُرِ حربِ الابادة، فصواريخُ المقاومةِ التي لاحقت الصهاينةَ الى عسقلان اُطلقت اليوم من بينِ القواتِ الحاضرةِ في مدينةِ غزةَ كما كشفَ الاعلامُ العبري..

وما تكشفُه وثيقةُ اثنينِ من كبارِ المنظّرينَ الصهاينة “يوجين كندل” و”رون تسور” تؤكدُ انَ الستارَ سيُسدلُ على ما تُسمى دولةَ اسرائيلَ قبلَ ان تحتفلَ بمئويتِها كما يَعتقدانِ..

فهي الدولةُ المنكوبةُ وهي تُحيِي ما يُسمى بعيدِ استقلالِها، فيما يُحيي الفلسطينيونَ ذكرى نكبتِهم مؤكدينَ انها لن تتكررَ في زمنِ الصمودِ، ولو فوقَ الركامِ، والمقاومةِ بكلِّ ما اُوْتُوا من قُوَّة واِسناد ..

المصدر: المنار