ياسر حمدي يكتب: مركز تكوين ما بين «البيرة» وهدم الثوابت!! - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ياسر حمدي يكتب: مركز تكوين ما بين «البيرة» وهدم الثوابت!! - نايل 360, اليوم السبت 11 مايو 2024 12:35 مساءً

صار جدلًا كبيرًا في مصر والوطن العربي بعد أن تم الإعلان عن تدشين مركز تكوين الفكر العربي، الذي تم تشييده في يوم 4 مايو 2024، حيث حذر منه عدد كبير جدًا من فقهاء وعلماء الدين الإسلامي، مؤكدين وغالبية المسلمين أنه مركز يهدف إلى الإلحاد وزيادة الشكوك في السنة والعقيدة الإسلامية بين المسلمين، كونه مركزًا لنشر اللادينية والشكوكية وإنكار السنة بين المسلمين!.

يعتبر مركز تكوين أول مشروع علني يهدف إلى التشكيك في الثوابت الإسلامية، الأمر الذي دعى الأزهر الشريف وعلمائه باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية جموع المسلمين من أفكاره الخبيثة، والعمل على إغلاقه، وتحذير الآباء والأمهات بتوخي الحيطة والحذر على أطفالهم، خوفًا من أنه قد تصل لهم إعلانات كثيرة ممولة على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة القادمة للتشكيك في أمور دينهم وفي الثوابت والشريعة، خصوصًا وأن هذا المركز يترأسه الإعلامي إبراهيم عيسى الذي يقوم بالهجوم على أي مسلم، وبتمويل إماراتي ضخم.

المعلن وفقًا لمؤسسي هذا المركز أنه يهدف إلى تعزيز خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار، وتشجيع المراجعات النقدية، والتحفيز على طرح الأسئلة على المسلمات الفكرية، والأسباب التي تحول دون نجاح مشاريع النهضة والتنوير العربية، لكن عموم المسلمين وخصوصًا السنة يشككون في ذلك نظرًا لأن مجلس أمناء مركز تكوين وهم: إبراهيم عيسى، والدكتور يوسف زيدان، وإسلام البحيري، وفاطمة ناعوت، وغيرهم سبق وأن شككوا في العديد من ثوابت الدين الإسلامي، ووصل الحد بأن أحدهم ينكر واقعة الاسراء والمعراج رغم تأكيد القرآن الكريم عليها.

الهجوم على مركز تكوين الفكر العربي مبرر ولم يأتي من فراغ، فأحد أعضاء مجلس أمنائه دائم الهجوم على صحيح البخاري، وسبق وأن حكم عليه بالسجن بسبب ازدراء الأديان، وأيدت محكمة النقض الحكم، والحقيقة جميع أعضائه لهم بعض الآراء المختلفة عن الكتاب والسنة والتي أحدثت بلبلة بين عموم المسلمين، ومنهم من يسيء للصحابة رضي الله عنهم، والأهم أنهم ليسوا مؤهلين للفتوى في أمور الدين الإسلامي، وجميعهم ليسوا من الدارسين للعلوم الإسلامية والشريعة.

إذا كان مركز تكوين الفكر العربي أسس من أجل نشر التنوير ونقد الأفكار الدينية المتطرفة وتعزيز قيم العقلانية فهذه الأهداف المنوط بها هو الأزهر الشريف وحده، وعلمائه الاجلاء، وهذا المشروع التنويري بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني يشرف عليه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بنفسه ويعاونه مجلس حكماء المسلمين، وعدد من العلماء والفقهاء وأساتذة الجامعات الإسلامية، وجميع دار الإفتاء في جميع الدول الإسلامية، وهم أهل لذلك.

دور الأزهر الشريف هو إعادة النظر في المناهج وتصحيح المفاهيم الخاطئة والشبهات المثارة حول الاعتقاد ومواجهة التطرف الفكري وبيان المعالم الحقيقة للدين الإسلامي، لأن المشكلة الحقيقية هنا تكمن في أنه ليس من حق أي شخص عادي ولا كل من قرأ بعض الكتب والمراجع عن الدين والسنة يأتي ليتحدث ويفتي في العامة، ويلقي بأفكاره الخبيثة حتى يشكك الناس في معتقداتهم ودينهم، فأفضل من يقوم بهذا هو الأزهر الشريف وعلماءه فقط.

والحقيقة الأزهر الشريف سارع إلى القيام بدوره المعتاد وقرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، تفويض وحدة «بيان» للإجابة على كل الأسئلة التي يثيرها مركز تكوين الفكر العربي درءا للفتنة والبلبلة، والرد على كل الاستفسارات والشبهات الملتبسة، محاربًا بذلك الأفكار المغلوطة والمتطرفة، ومحافظًا على صحيح الدين الاسلامي وثوابته، مغلقًا الباب أمام المتأمرين على هذا الدين.

في عهد الإخوان بعد ثورة يناير 2011، كتبت موضوع بعنوان «الدين أصبح شغلة من لا شغلة له.. الإخوان المسلمين يتاجرون بدين من أجل السياسة» واليوم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر الشريف يوجه رسالة شديدة اللهجة لمؤسسي مركز تكوين الفكر العربي، نظرًا لخطورة الغضب والفتنة التي أحدثها تدشين المركز قائلًا: «ابعدوا عن الدين واشتغلوا»، الفكر يواجه بفكر، وسنصدر 4 كتب مجانًا مطبوعة وإلكترونية بداية من الغد، لمواجهة هذه الأفكار الخبيثة، ونقد شبهات الإرهاب ومنتدى التكوين.

مجلس أمناء مركز تكوين عكفوا بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة على استغلال الندوات العامة والبرامج التلفزيونية التي يظهرون فيها وتدويناتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي على بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين بالتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير وتعمدهم إعطاء المعلومات المغلوطة للجماهير والتشكيك في الثوابت وعلم الحديث دون امتلاكهم لأي سند صحيح لإثارة الفتنة وزعزعة العقيدة.

الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فكان إيمان مجلس أمناء مركز تكوين الفكر العربي هو إباحة شرب الخمر، مع إنه من ثوابت الدين هو تحريم الخمر بنص القرآن الكريم، وكان صدق عملهم هو شرب البيرة بهجة بتدشين مركزهم، وفضحهم عملهم وظهرت زجاجة البيرة في الصورة التي جمعتهم احتفالًا بإنشاء مركزهم، ما أثار غضب واستياء وحفيظة المصريين وأجج مشاعرهم، متسائلين كيف لشاربي الخمر أن يفتي في الدين أو يتحدث عنه؟ ويوهم الناس أنه هو الإمام الأكبر الذي بمقدوره أن يخبرهم بحقيقة ما أنزل من الله على رسوله! وأنهم أصحاب العقول المستنيرة التي ترشدهم إلى الثواب! وأن البخاري على خطأ وشاربي الخمر على الصواب والصراط المستقيم!؟ فضحهم عملهم وأظهر الله خبث نواياهم بصورة.

وأخيرًا: الفكر لا يواجه إلا بالفكر والحجة والبرهان، والوعي هو الأساس، وعلى الأزهر الشريف مواجهة الإلحاد والفكر اللاديني، من خلال دوره الدعوي والتعليمي والثقافي والمعرفي، في نشر صحيح الدين والمفاهيم الصحيحة والوسطية التي تعبر عن الدين الإسلامي الصحيح، والتي تعبر عن مراد الله تعالى من خلال آياته في القرآن الكريم، كما تعبر تلك المفاهيم التي يدعو إليها إلى فهم سنة النبي، من خلال تنظيم العديد من اللقاءات وورش العمل والحوارات في مراكز الشباب والجامعات والنوادي وفي كافة التجمعات الشبابية، وأن يكون الهدف من هذه التجمعات هي مناقشة بعض الشبهات والمسائل التي تكون لدى الشباب وغيرهم حتى لا يكونوا عرضة لأصحاب الأفكار المتطرفة والمغلوطة والمدفوعة الأجر التي تستخدم لأغراض خبيثة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق