يتطلع نادي يوكوهاما مارينوس الياباني لكتابة فصل جديد في تاريخه الحافل، وذلك عندما يواجه العين الإماراتي في نهائي دوري أبطال آسيا هذا الموسم.

وصعد مارينوس بقيادة المدرب الأسترالي هاري كيويل للنهائي على حساب أولسان هيونداي الكوري الجنوبي بفارق ركلات الترجيح في المربع الذهبي للمسابقة الشهر الماضي، وسوف يتطلع الآن لتجاوز العقبة الأخيرة ورفع لقبه الأول خلال ظهوره السادس في دوري أبطال آسيا.

ويمتلك فريق يوكوهاما، الفائز بلقب كأس الكؤوس الآسيوية عامي 1992 و1993، بتاريخ قاري حافل، لكنه بدأ موسم 2023 / 2024 في دوري أبطال آسيا بعدما سبق أن فشل في التأهل لدور الـ16 من البطولة القارية في خمس محاولات خلال العقدين الماضيين.

وعلى أمل إنهاء هذه الفترة المخيبة، بدأ بطل اليابان لعام 2022، بقيادة المدرب الأسترالي كيفن موسكات، مشواره في دور المجموعات لدوري أبطال آسيا في أيلول/سبتمبر الماضي ضمن منافسات المجموعة السابعة بجانب اينشيون يونايتد الكوري الجنوبي، وبطل الفلبين كايا إيلويلو، وشاندونج تايشان الصيني.

وجاءت بداية يوكوهاما مارينوس متعثرة، حيث خسر على ملعبه أمام اينشيون بنتيجة 2 / 4، وقاتل فريق المدرب موسكات لاستعادة التعادل مرتين في المباراة الافتتاحية، لكن ثنائية هيرنانديز رودريجيز في وقت متأخر ضمنت حصول الفريق الكوري الجنوبي على النقاط الثلاث.

انتهت الرحلة إلى جينان من أجل مواجهة شاندونج بفوز يوكوهاما 1 / صفر، حيث أحرز الهدف كوتا ميزونوما، قبل أن يسجل الجناح البالغ من العمر 34 عاماً مرة أخرى خلال الفوز الصريح 3 / صفرعلى كايا.

ومع ذلك، كانت مباراة العودة التي أقيمت على ستاد (ريزال ميموريال) في العاصمة الفلبينية مانيلا متقاربة، حيث دخل يان ماثيوس كبديل ليسجل هدفاً من تسديدة مذهلة ويحقق يوكوهاما الفوز بنتيجة 2 / 1.

استمر فريق اينشيون الذي يدربه تشو سونج-هوان في تشكيل عقبة صعبة ليوكوهاما، حيث سجل هيرنانديز مرة أخرى الهدف الحاسم خلال فوز الكوريين 2 / 1، مما ترك الفريق الياباني بحاجة للفوز على شاندونج، متصدر الترتيب، في مباراته الأخيرة ليحظى بفرصة التأهل.

وكان ذلك بمثابة إشارة لثلاثي يوكوهاما البرازيلي للوقوف وتقديم الدعم لموسكات في مباراته الأخيرة كمدرب للفريق.

افتتح ايلبر التسجيل في الثواني الأخيرة من زمن الشوط الأول، قبل أن يؤكد أندرسون لوبيز ويان ماثيوس الفوز 3 / صفر، بينما أنهى كل من يوكوهاما وشاندونج واينشيون الترتيب برصيد 12 نقطة، لكن الفريق الياباني تفوق بفارق الأهداف في المواجهات المباشرة، ليتصدر ترتيب المجموعة، كما تأهل الفريق الصيني أيضاً لدور الـ16 مع رحيل موسكات عن مارينوس في نهاية عام 2023 وهو في أعلى مستوياته.

كان منافس يوكوهاما التالي في دور الـ16 هو بانكوك يونايتد التايلاندي، الذي تضمن أداؤه المميّز في دور المجموعات التغلب على الفائز مرتين باللقب جيونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي.

بدا الأمر كما لو أن الفريق الضيف سيحسم الأمور على ستاد (ثاماسات)، حيث وضعهما ايلبر وكوتا واتانابي في المقدمة، ليتفوق 2 / صفر في غضون 24 دقيقة في أول مباراة للمدرب الجديد كيويل.

لكن مباراة الذهاب شهدت قلب الأمور رأسا على عقب عندما قلص نيتيبونج سيلانون الفارق بعد مرور 11 دقيقة من بداية اللقاء، قبل أن يحرز الفلسطيني محمود عيد بضربة رأس في الوقت المحتسب بدلا من الضائع من زمن الشوط الثاني هدف التعادل للتايلانديين لتصبح النتيجة 2 / 2، ليفرض الإثارة على مباراة إياب بعد أسبوع، والتي شهدت استمرار التعادل بدون أهداف بعد مرور أكثر من 120 دقيقة من اللعب.

ومع اقتراب المباراة من ركلات الترجيح، احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء بعد أن اصطدمت عرضية من يوهي موراكامي داخل منطقة الجزاء بذراع ويساروت إيمورا، فتقدم لوبيز وأرسل حارس مرمى بانكوك باتيوات كاماي في الاتجاه الخاطئ ليضمن الفريق الياباني الظهور لأول مرة في دور الثمانية من دوري الأبطال، وفقا للموقع الألكتروني الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

انتظر شاندونج نظيره يوكوهاما في دور الثمانية، ودخل الفريق الياباني المواجهة بثقة عقب فوزه على منافسه الصيني مرتين في دور المجموعات.

سجل لوبيز هدفه الرابع هذا الموسم ليمنح الضيوف التقدم بعد سبع دقائق فقط على بداية المباراة على ستاد (جينان الرياضي الأولمبي)، قبل أن يضاعف يان ماتيوس تقدم فريقه في الدقيقة 69.

ومع ذلك، دخل تشين بو كبديل ليقلص الفارق ويعطي شريان حياة لفريق المدرب تشوي كانج-هي قبل خوض مباراة الإياب.

كان يوكوهاما في موقف دفاعي في مباراة الإياب بعد طرد كاتسويا ناجاتو في بداية الشوط الثاني، في حين تألق حارس المرمى ويليام بوب لمحاولات الفريق الصيني، لكن لوبيز أثبت مرة أخرى أنه غير قواعد اللعبة، بعد أن نجح في التسجيل قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، ليضع النتيجة في وضع الحسم ويقود فريقه لتحقيق الفوز بنتيجة 3 / 1 في مجموع المباراتين.

كانت الرحلة إلى ستاد (أولسان مونسو) لمواجهة بطل هذه البطولة مرتين فريق أولسان هي الرحلة التالية على جدول يوكوهاما، وقد سارع أصحاب الأرض لافتتاح التسجيل عبر المتألق لي دونج-جيونج في الدقيقة 18، ثم اقترب أبطال كوريا من مضاعفة تقدمهم عندما سدد جو مين-كيو تسديدة مميزة نحو المرمى في الشوط الثاني، لكن مسحة من الحظ وتألق حارس المرمى بوب جنب فريق المدرب كيويل المزيد من الأضرار.

وتعززت آمال يوكوهاما في تعويض تأخرهم بهدف واحد في مباراة الذهاب بعودة ايلبر من الإصابة، والذي شارك أساسياً في مباراة الإياب إلى جانب مواطنيه لوبيز ويان ماثيوس في خط الهجوم.

لكن المهاجم الياباني أساهي أويناكا /22 عاماً/ هو الذي أشعل النار في صفوف لاعبي يوكوهاما للرد تحت الأمطار الغزيرة أمام جماهيرهم.

واستفاد أويناكا من خطأ دفاعي من أولسان وجعل النتيجة 1 / صفر ليفرض التعادل في مجموع المباراتين بعد مرور 13 دقيقة فقط.

وواصل فريق المدرب كيويل ضغطه ليحزر الهدف الثاني بعد 8 دقائق عن طريق لوبيز، فيما جاء الهدف الثالث بعد مرور نصف ساعة عندما مرر نام تاي-هي الكرة إلى أويناكا الذي أبلى بلاءً حسناً في التخلص من مراقبه قبل أن يسدد من خارج منطقة الجزاء في الزاوية العليا للمرمى.

كان أصحاب الأرض في الطريق لحسم نتيجة المباراة، لكن أولسان لم يكن مستعداً للاستسلام بعد وقلص الفارق عبر ماتيوس سيلز قبل أن يسجل داريان بويانيتش الهدف الثاني من ضربة جزاء في الدقيقة 42، بعد طرد تاكومي كاميجيما، مما جعل النتيجة 3 / 3 في مجموع المباراتين.

انتهى الشوط الأول المليء بالإثارة، وكان هناك توقع بأن تستمر مباراة الإياب في أن تكون مواجهة مفتوحة للغاية، ولكن بشكل لا يصدق، لم يتم تسجيل هدف آخر خلال الشوط الثاني أو 30 دقيقة من الوقت الإضافي.

واضطر الفريق لخوض ركلات الترجيح لتحديد ممثل شرق آسيا في النهائي، وسجل كل من الفريقين أول 4 ركلات ترجيح، . وكان بوب /29 عاماً/ هو الذي صنع الفارق في نهاية المطاف في ركلات الترجيح عندما تصدى لركلة كيم مين-وو في الركلة الخامسة قبل أن يسجل إدواردو هدفاً ليقود مارينوس للتأهل ويشعل احتفالات صاخبة في يوكوهاما.

ستكون المخاطر كبيرة في المباراة النهائية أمام العين، الفائز باللقب موسم 2002 / 2003 يومي 11 و25 مايو الحالي، حيث لن يحصل الفائز على لقب البطولة الأهم على صعيد الأندية في قارة آسيا فحسب، بل سيمثل القارة أيضاً في كأس العالم للأندية 2025 إلى جانب الهلال السعودي وأولسان وأوراوا ريد دايموندز الياباني.

ولكن بعد أن أظهر الكثير من المثابرة والتصميم للوصول إلى حافة المجد، سيؤمن يوكوهاما أن لديه ما يلزم لقطع المسافة الكاملة في دوري أبطال آسيا.