التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، حيث جرى البحث في المستجدات الراهنة وعدد من القضايا العامة المطروحة.

وبعد اللقاء، صرّح السفير الإيراني بالقول إنّ "ضمن لقاءاتنا مع المسؤولين ورؤساء الطوائف اللبنانية، تشرفنا اليوم بلقاء شيخ العقل سامي أبي المنى، وتباحثنا معه في موضوعات مختلفة والعلاقات التي تربط إيران بلبنان، وهناك تشاور دائم مع هذه الشخصيات ونستفيد من آرائها، وإن شاء الله تكون نتيجة تبادل الآراء وثمارها ورأي الشيخ ابي المنى لصالح العلاقات بين إيران ولبنان وشعبي البلدين، خصوصاً في ظل الأوضاع الحاصلة والمتصلة بأحداث غزة والعدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني".

ولفت إلى "أننا تحدّثنا في مواضيع ثانية"، ومنها النازحين السوريّين، و"موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، حيث كان هناك حوار استفدنا خلاله من رأي شيخ العقل".

كذلك استقبل شيخ العقل وفدًا من الرهبانية الانطونية المارونية ضم المدير العام الأب بشارة إيليا ومدير المعهد الأنطوني الأب شربل عبود، وتناول اللقاء قضايا روحية وتلك المتصلة بمنطقة جبل لبنان، وتسلّم شيخ العقل منهما كتابين عن "وثيقة الأخوة الإنسانية - قراءة تأويلية" للأب إيليا وعن المعهد للأب عبود.

كما التقى الشيخ أبي المنى وفدًا من تجمّع العلماء المسلمين، برئاسة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله، حيث أشار الشيخ عبد الله إلى "أننا تشرّفنا بزيارة شيخ العقل، وأكّدنا أن ما يجري في غزة اليوم هو إبادة جماعية يرتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين الآمنين في غزة وسط صمت وتآمر دولي مشبوه، وهذه المجازر التي ترتكب اليوم بغزة أدّت إلى صحوة ضمير العالم، وما شهدناه في الجامعات الأمريكية والأوروبية دليل على أن العدو الصهيوني بات مكشوفًا أمام الرأي العام، وكذلك إدّعاء الولايات المتحدة الأميركية بصون الحريات، والتعبير عن الرأي، وحقوق الإنسان".

وقال: "أكّدنا استنكار التجمّع للعدوان المستمر الذي يقوم به العدو الصهيوني على الجبهة اللبنانية، معتبرين تهديده بأنه سيقوم بغزو لبنان إنما يكابر ويحاول أن يضغط للحصول على موقف تفاوضي أفضل، إن ما تقوم به المقاومة في جنوب لبنان هو أداء لواجب وطني في الدفاع عن لبنان الذي سيكون حتماً الخطوة الثانية للعدو الصهيوني إذا استطاع تحقيق أهدافه، أو بعض أهدافه، أو حتى إذا فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه في غزة".

وأضاف عبد الله "تعرّضنا لموضوع رئاسة الجمهورية واعتبرنا أن هناك ضرورة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا لن يكون إلا من خلال الحوار بين اللبنانيين، ومع شكرنا للدول الغربية والعربية، لا حاجة لأي تدخّل خارجي لتوافق اللبنانيين فيما بينهم، وهذا ما ندعو إليه بأن يستجيب الجميع لدعوة الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري كمخرج لحلّ هذه الأزمة. وبالنسبة لموضوع النازحين السوريين، اعتبرنا أن لبنان بات غير قادر على تحمّل أعباء هذا النزوح، والرشوة التي قدّمها الاتحاد الأوروبي أخيراً لا تساوي جزءاً بسيطاً ممّا يتكبده لبنان الضعيف أصلاً اقتصادياً والذي يعاني شعبه من الفقر، ودَعَونا إلى أن يتحمل المجتمع الدولي حل هذه الأزمة، وتمنينا أن تكلل المبادرة الأخيرة للزعيم الوطني وليد جنبلاط بالنجاح للخروج من هذه الأزمة".

وذكر أنّ "ما يتعرض له الناشئة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من محاولة لتذويب القيم الأخلاقية، يحتاج إلى وقفة من قبل رجال الدين، وما حصل أخيراً في موضوع ما اصطلح على تسميته "تيكتوكرز" لا بدّ من الوصول فيه إلى نتائج ومعاقبة المسؤولين عنه، ونرفض أي تدخلات لإيقاف التحقيق أو لمنع التوسّع به، وصولاً إلى توقيف المسؤولين عن هذه الجريمة الكبرى التي تعرّضت للأطفال القُصَّر والنساء، وأثرت على كثير من العوائل في داخل المجتمع اللبناني".