تجديد النحو «2-2» - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجديد النحو «2-2» - نايل 360, اليوم الخميس 9 مايو 2024 01:29 صباحاً

المصدر:

التاريخ: 09 مايو 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

شعر المربون والمعلمون بإخفاق الطلاب في تعلم النحو والإعراب، فنسبوا ذلك إلى صعوبته؛ فتارة سَهّلوه، وتارة قربوه؛ وغفلوا عن أن العيب الأساس يرجع إلى الطالب وعجزه عن الحفظ والفهم والقياس.

نعم، العملية التعليمية تقوم على ثلاثة أركان، الطالب ركنها الركين، وأساسها المتين، غير أنهُ من غيرِ الحفظِ يظل مهين السّلاح، ‌مهيض ‌الجناح!

خلّفوني من بعدهم يائس الطّر... ف ثقيل الخطا ‌مهيض ‌الجناح

ولذلك؛ اتفق العقلاءُ قديماً وحديثاً على أهمية الحفظ والفهم معاً، فإن تعذر الفهم، فالحفظ ثم الحفظ، فالطفل منذ ولادته، يخاطبه والداه بألفاظ وتراكيب، وهو يقيناً لا يدرك شيئاً عن معانيها، ثم لا يلبث أن يفهمها بعد ذلك، ويرجع إلى اللغة وينيب.

قال ابن جني (الخصائص 1/ 216): «قال لنا أبو علي الفارسي يوماً، قال لنا أبو بكر ابن السراج: إذا لم تفهموا كلامي فاحفظوه، فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه»، فهذه العبارة - على وجازتها - حقها أن تُكتب بماء العيون، وأن يُبذل فيها المال، والأهل، والبنون!

فإن الإلحاح بالحفظ يمهد - لا محالة - للفهم.

ولا يعقلُ حقيقةَ هذا الكلام؛ إلا من جرَّبه من نفسه، وشاهده في العلماء الكرام.

صاح ما الشعر كلاما، إنما... هو ذوب النفس أو ‌ماء ‌العيون

وقديماً قالوا: «الحفظ في الصِّغَر ‌كالنَّقْش ‌في ‌الحَجَر»، قال الشاعر:

وإن من أدبته في الصبا... كالعود يسقى الماء في غرسه

حتى تراه مورقاً ناضراً... بعد الذي أبصرت من يبسه

وليس أدل على ‌أهمية «‌الحفظ» في العملية التعليمية في تراثنا من هذا القدر الهائل من المنظومات في النحو، وما أمر الألفيات عنا ببعيد!

ومَنْ ‌حفظَ ‌المتونَ حازَ الفنونَ، ومَنْ حفظَ المنظوماتِ بلغَ المقاماتِ.

وما زلنا حتى اليوم، نحفِّظُ الطلابَ؛ منظومة «صفوة الزبد في الفقه»، والبيقونية في المصطلح، والورقات، والآجرومية، وألفية ابن مالك، وغيرها.

ولاهتمامهم بهذا الفن، ألف ابن الجوزي كتابه: «الحث على الحفظ».

 

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق