رمستنا الأولية.. الأصل والجذور - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمستنا الأولية.. الأصل والجذور - نايل 360, اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 11:10 مساءً

المصدر:

التاريخ: 08 مايو 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن الهوية الأولى لأي أمة تكمن في لغتها، وهذا بطبيعة الحال متفق عليه، والسبب ببساطة متناهية أن اللغة هي الوعاء الذي يجتمع فيه كل شيء، لهذا فإن الأمة من قيمها وعاداتها وتراثها وأصالتها وتجاربها وخبراتها، وعند اهتزاز أو ضعف اللغة، تكون المحصلة في المجمل هزة عنيفة لجميع تلك القيم، التي تكون ضاربة العمق في الزمن والتاريخ، وببساطة متناهية اللغة هي الحضارة.

هذا البعد العميق لأهمية اللغة بين الشعوب والأمم تم التنبه له منذ وقت مبكر في بلادنا، وعملت قيادتنا، أيدها الله، على تعزيز وجودها، وأن تكون هناك قواعد وأنظمة لحمايتها، ولعل الجميع يتذكر جملة من القوانين، التي صدرت في هذا السياق، كذلك أنشئت منتديات ومراكز تعنى برعاية اللغة العربية مثل مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومركز اللغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وغيرهما، ويكفي أن نعلم أن دور النشر والطباعة والحركة المعرفية في بلادنا تقوم أساساً على اللغة العربية، وفي هذا خير دعم لها.

إن الإمارات من الدول التي تعتز برمستها، وتبذل الكثير من الجهود في سبيل الحفاظ عليها، رغم التأثيرات الأجنبية في ظل الانفتاح الكبير، الذي تعيشه دولتنا، وكان له أكبر الأثر في اللهجة الإماراتية، وتغريب بعض مفرداتها لدى الشباب الإماراتي، ولتعزيز المحافظة على الهوية الوطنية ظهرت جهود الكثير من الشباب، عبر اعتماد مختلف الوسائل للتعريف باللهجة الإماراتية.

وذلك باستخدام التقنيات الذكية لنشر وترويج موروثاتهم الشعبية، فكان من الأهمية توثيق لهجتنا المحلية قبل أن تختفي الكثير من المفردات القديمة في ظل التداخل مع الجنسيات الأخرى، وتأثر اللهجة المحلية بلغات ولهجات تلك الجنسيات، مع استخدام اللغة الإنجليزية في الدراسة والتخاطب، كما قل التعامل مع اللهجة المحلية، واختفت الكثير من العبارات والكلمات متأثرة بالحديث اليومي.

والعديد من المصطلحات، التي تعلمها الإماراتي من أبناء الجنسيات الأخرى لاحتكاكه اليومي بهم، وتأثيرهم المباشر عليه، لكننا نجد أن هناك محاولات عدة بعضها فردي، والآخر عن طريق المؤسسات الحكومية التراثية والأرشيفية، التي أسهمت في الحفاظ على اللهجة المحلية، وسعت لتوثيقها ومحاولة النهوض بها، وحمايتها من المفردات الدخيلة من تلك الاهتمامات على سبيل المثال، وثق الدكتور فالح حنظل الألفاظ العامية في مجتمع الإمارات في كتاب موسوعي بعنوان: (معجم الألفاظ العامية).

وقد جمع هذه المفردات في سنوات عدة من أفواه البدو والحضر، ويعتبر كتابه أول كتاب توثيقي صدر عام 1976 م، وهناك غيره من المعاجم التي وثقت الرمسة الأولية، واستطاعت توثيقها والحفاظ عليها.

لقد استطاعت الكثير من المؤسسات في الدولة إيلاء اهتمام كبير للحفاظ على اللهجة المحلية، من خلال رصد اللهجات والكلمات والعبارات من المقابلات الشفهية مع كبار السن، والحرص على توثيقها مع شرح المفردة المحلية، وما يحيط بها من معانٍ، لتعريف المجتمع والأجيال القادمة بها مثل معهد الشارقة للتراث، نادي تراث الإمارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، دائرة الثقافة والسياحة، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وغيرها، ثم إن حماية اللهجة والرمسة الإماراتية هي جزء لا يتجزأ من حماية الإرث الحضاري والثقافي للدولة.

وبالتالي فإن هوية الدولة الوطنية مسؤولية تشترك فيها المؤسسات التعليمية والأسر والجهات الحكومية، ونهيب بجيل الألفية بالاهتمام باللهجة الإماراتية، من خلال الاحتكاك المباشر مع كبار السن ومخالطتهم، واكتساب اللهجة لحفظها من الاندثار، لقد دعا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الاهتمام والحفاظ على التراث والعمل على نقله من جيل إلى جيل، ومن أقواله: (لا بد من الحفاظ على تراثنا، لأنه الأصل والجذور، وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة).

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق