«بدر» الفن والشعر الأنيق - نايل 360

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«بدر» الفن والشعر الأنيق - نايل 360, اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024 03:47 مساءً

بحزنٍ شديدٍ ودَّعتْ ساحةُ الإبداعِ السعوديِّ والعربيِّ فارسًا من الفرسانِ الذِينَ يصعبُ تكرارهُم، مبدعًا من نوعيَّةٍ مختلفةٍ، الأميرَ الشَّاعرَ الفنَّانَ بدر بن عبدالمحسن، الاسمَ الكبيرَ والمميَّزَ الذِي رسمَ بحروفهِ أجملَ القصائدِ والمعانِي، وأبحرَ بكلماتهِ العذبةِ على شواطئِ الجمالِ والإمتاعِ على مدارِ أكثرِ من خمسِينَ عامًا، عاشتْ معهَا أجيالٌ تردِّدُ إبداعاتِهِ، وتزهُو بهذَا الفارسِ العملاقِ الذِي حلَّقَ بنَا في فضاءاتِ المفرداتِ والصورِ الشعريَّةِ الحالمةِ الآتيةِ من عوالمَ ساحرةٍ، بحروفٍ لا يسطِّرهَا إلَّا «بدرُ» الفنِ والشِّعرِ الأنيقِ.منذُ تلقَّينَا -كمحبِّينَ ومعجبِينَ وهائمِينَ في بحورِ إبداعاتِهِ- خبرَ الرَّحيلَ المؤلمَ السبت الماضِي، لازلنَا لهذهِ اللحظةِ غيرَ مستوعبِينَ حجمَ هذَا الفَقْدِ المفجعِ، لمْ ندركْ -بعد- ألمَ رحيلهِ، فأمثالُ الأميرِ بدر بن عبدالمحسن -يرحمهُ اللهُ- من الصَّعبِ استيعابُ حقيقةِ غيابهِ، وفقدانِهِ، ولكنَّهَا إرادةُ المولَى الكريمِ ولَا رادَّ لقضائِهِ.

رحمَ اللهُ سموَّ الأميرِ بدر بن عبدالمحسن، وأسكنَهُ فسيحَ جنَّاتِهِ.. كانَ لِي شرفُ معرفةِ سموِّه منذُ ثلاثِينَ عامًا وأكثر، أجريتُ معهُ العديدَ من الحواراتِ الصحفيَّةِ، كانَ يُكرمنِي دائمًا بتواضعهِ وأدبِهِ وأخلاقِ الكبارِ، صفات غير مستغربةٍ على «البدرِ» الذِي لطالمَا أضاءَ لنَا شموعَ الحبِّ بروائعِهِ الخالدةِ. فمنذُ أوَّل صورةٍ شعريَّةٍ رسمهَا «البدرُ» في مسيرتهِ الإبداعيَّةِ، قبلَ أكثر من خمسِينَ عامًا، من خلالِ الأغنيةِ الرائعةِ «عطني المحبَّة» التي لحنَّها وغنَّاها الرَّاحلُ الكبيرُ طلالُ مداح، نثرَ «البدر» أجمل معاني الحب، ورحلَ بنا إلى شواطئ العشاقِ الحالمةِ، وأضاءَ لنا دروبَ المحبَّةِ والأملِ، ناثرًا بحروفهِ ومفرداتهِ صورًا شعريَّةً غير مألوفةٍ، مليئةٍ بالعاطفةِ الجياشةِ، فهو -بلا شكٍّ- المبدعُ المجدِّدُ في قصائدهِ الغنائيَّةِ الوطنيَّةِ والعاطفيَّةِ، وبكلماتهِ الغارقةِ بالمعانِي المرهفةِ، إنَّه «مهندسُ» الشعرِ والإبداعِ الذِي ارتبطَ اسمهُ الكبيرُ بكلِّ معانِي الجمالِ والإحساسِ الراقِي.

مهمَا تحدَّثنا عن مَا قدَّمه سموُّ الأمير بدر بن عبدالمحسن -يرحمهُ اللهُ- طوالَ رحلتهِ الإبداعيَّةِ فلنْ نفيهُ حقَّه أبدًا، سيظلُّ ساكنًا في أعماقنَا بكلِّ ما قدَّمه من حبٍّ ومشاعرَ وأحاسيسَ وآلامٍ وشجونٍ.. فأمثالُه من المبدعِينَ الكبارِ لا يغيبُون إطلاقًا.. رحمَ اللهُ بدرَ الإبداعِ.

* إحساس:

«وترحل

صرختي تذبل

في وادي لا صداه يوصل

ولا باقي أنين».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق